سلاح المعرفة

بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ

عزيزتي عريفة اللقاء ، رئيسة النادي، الاعضاء و الحضور تحية طيبة

"القراءة تعويض كاف عن كل الاشخاص الذين لم نقابلهم في حياتنا"

في عطلة نهاية الاسبوع أحب أن اعتزل بنفسي و أقرأ فالقراءة هي متنفسي من الحياة... بها ابتعد عن واقعي و أغرق في عالم مختلف..

للاسف كان هذا صحيحا قبل ١٠ سنوات تقريباً

أما الان اجد نفسي مشتتة عندما احاول ان اقراء كتاباً

ترى لماذا و ما الذي اختلف في واقعنا فابعدنا عن الكتب

هل نسينا القراءة أم هي التي نسيتنا؟

تبحرت في بحثي لاجد ما يعينني على العودة للقراءة و متعتها

أحببت ان اشارككم ما وجدت

فوجدت ان هناك ٦ نقاط أساسية للعودة لهذا الشغف

اولا القراءة قبل الخلود للنوم..

ابدء روتين النوم بالقراءة فهي طريقة رائعة للاسترخاء، وترك يومنا جانبًا، وتجهيز أنفسنا لأحلام سعيدة. وقد تكون قراءة عدد من الصفحات صباحًا، أو قراءة فصل من الكتاب وأنت تتناول طعام العشاء فكرة رائعة.

ثانيا اقرأ الكتب التي تحب لكن جرّب أنواع جديدة

اختيار الكتاب المناسب لك و لاهتمامك سيضمن انك ستنهيه و تستمع به، و تجربة نوع جديد من الكتب قد يشعرك بالمتعة في القراءة، وقد يشعرك بالملل أيضا، لذا فالنصيحة هي أن تتوقف عن قراءة الكتب التي تشعرك بالملل، لأنها ببساطة لا تناسبك.

ثالثاً انضم الى نادي للقراءة

كوِّن من أصدقائك نادياً للقراءة، أو من أسرتك، أو من زملائك في العمل، أو انضم إلى نادٍ قائم، لأن وجودك ضمن جماعة، يساعدك أن تتحلى بالمسئولية ويوفر لك الدافع لمواصلة القراءة.

فالانضمام للنادي سيشجعك على انهاء الكتب و إنجاز هدفك و سيمكنك من مناقشتها و سيؤكد فهمها لك و يجعلك تتبادل وجهات النظر مع اشخاص مختلفين

أحب ان اذكر هنا عن مجموعة موجودة في الفيس بوك اسمها أصبوحة ١٨٠ ادعوكم لزيارتها لمن يرغب بالانضمام

رابعاً تخصيص بعض الأهداف للكتب

وضع هدف لقراءة عدد محدد من الكتب لإنهائها هذه السنة بمعدل عدد معين لكل شهر، و الانضمام الى لتحدي قراءة على موقع Goodreads مثلا

خامساً تذكّر فوائد القراءة

إذا طبّقت كل النصائح السابقة ولا يزال الشعور بالملل والضجر ينتابك عند قراءة الكتب قم بتذكير نفسك بفوائد القراءة، عندما تتذكر الفائدة التي ستجنيها من القراءة وكيف سيتغيّر حالك بعد الحصول على هذه الفوائد سيتلاشى شعورك بالملل وستقبل على القراءة بكل حب.

سادساً الحدّ من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي :

هي النقطة الأهم التي ستمكنك من انجاز الكثير من الأمور التي لم تتمكن من إنجازها لفترة طويلة، فتحديد بعض أيام الأسبوع لأخذ إجازة من الانترنت بشكل كلي،سيشعرك  بالهدوء والراحة والخفّة، بدلا من حالة غير منتهية من القلق والتشتت والفوضى بداخل رأسك، و ستكتشف أن الحياة الحقيقية تحدث بعيدًا عن ذلك.

و اخيراً لازلنا لم نصل إلى المرحلة التي نستغني فيها عن نشاط القراءة، ستبقى القراءة هي أصل اكتساب المعارف، والكتابة هي أصل نشرها وتداولها بين بني البشر، ومن المؤسف أن نرى الأجيال الجديدة وهي تنشأ على شاشات التلفاز وقنوات اليوتيوب، تمر عليهم الأشهر دون قراءة كتاب أو محتوىً نصي دسم.

من الجميل أن نُعوّد أنفسنا على ممارسة النشاط الأصلي الذي انبثقت منه العلوم وازدهرت عبره الحضارات، أن نعود أدراجنا لتحقيق التوازن -على الأقل- بين المشاهدة والقراءة، فكما نعلم أن التوازن هو ما يساعد الإنسان على أن يحيا حياة طيبة هانئة، فحين نعيش بدون إفراط أو تفريط في كل شيء في حياتنا، حينها يمكن للسعادة أن تدخل قلوبنا وبيوتنا.

اخيرا أحب ان اختم بمقولة للعقاد يحبها قلبي:

"إنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، و حياة واحدة لا تكفيني"